مقالة

الجملة التسويقية التي صنعت الملايين:تذوب في الفم لا اليد

سعيد علي عبدالرحمن

15 ديسمبر 2016


الملخص

إن أحد أدوار الصحافة الأساسية في الدول الديمقراطية هي كشف العوار المجتمعي ومساءلة السلطة، ويتحقق ذلك كلما تمتعت وسيلة الإعلام بقدر كبير من الحرية. مع بداية ظهور المطبعة في أوروبا عام 1448، لاحت فكرة الصحافة في الأفق. كانت الفكرة في الأساس تعتمد على نشر الأخبار وتداولها، بالاعتماد على الموضوعية كمعيار رئيسي في المهنة، أُضيف إليها بعد ذلك الرأي، لمزيد من الموضوعية. غير أن الأيام برهنت على أن "الخبر" لا يعتمد على الموضوعية وحدها، وأن الأهواء تشكّل جزءا في كتابته. كما أثبتت أن "الرأي" صالح ليكون بوقا للدعاية. ولأن الصحافة يجب أن تقوم على الخبر والرأي، كان ضروريا إضافة مكونات أخرى. من هنا جاءت فكرة الصحافة الاستقصائية.

كل صحافة بحاجة لتقصٍّ

ظلَّ الاستقصاء ركنا من أركان الصحافة دون أن يكتسب لمعانا كبيرا، ودون أن يكون تخصصا حتى 17 يونيو/حزيران 1972، ففي هذا التاريخ أدَّى استقصاء صحفي في قضية "ووترغيت" إلى استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. من هنا انتبهت الصحف الغربية لقوة الأداة التي كانوا يمتلكونها دون أن يفعِّلوها من قبل. أداة كان من أوائل مؤسسيها، بعد تدشينها كفرع مستقل، الأميركيان إدوارد بوكي ومارك سوليفان، اللذان استقصيا في الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة وتباع دون استشارة الطبيب، في نيويورك عام 1904. مع ذلك، علّق الروائي والصحفي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز على هذا التخصص بأن "الاستقصاء ليس فرعا من الصحافة، بل إن كل صحافة يجب أن تكون استقصائية بالتعريف". تعريف ماركيز الملفت والبليغ يتجذر في جوهر الصحافة، إلا أن الصحافة الاستقصائية بالفعل صارت فرعا وتخصصا يختلف عن الأنواع الأخرى. فكل صحافة بالفعل تحتاج إلى تقصٍّ، غير أن الاستقصاء يختلف في تقنياته وأهدافه وموضوعاته عن الخبر والمقال والحوار، وإن كان ينطلق منها وبناء عليها. تنوعت تعريفات هذا النوع من الصحافة وإن تشابه الجوهر، فالصحافة الاستقصائية هي هذه المادة الصحفية القائمة على أسس منهجية يستخدمها الصحفي للحصول على المعلومات. كما أنها العلاقات المحددة بين الصحفي والمصدر، وأيضا البحث عن أهداف محددة تتصل بالنقد الاجتماعي، إذ إن أحد أدوار الصحافة الأساسية في الدول الديمقراطية هي كشف العوار المجتمعي ومراقبة السلطة، ويتحقق ذلك كلما تمتعت وسيلة الإعلام بقدر كبير من الحرية.

إن أحد أدوار الصحافة الأساسية في الدول الديمقراطية هي كشف العوار المجتمعي ومساءلة السلطة.

كل صحافة بحاجة لتقصٍّ

ظلَّ الاستقصاء ركنا من أركان الصحافة دون أن يكتسب لمعانا كبيرا، ودون أن يكون تخصصا حتى 17 يونيو/حزيران 1972، ففي هذا التاريخ أدَّى استقصاء صحفي في قضية "ووترغيت" إلى استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. من هنا انتبهت الصحف الغربية لقوة الأداة التي كانوا يمتلكونها دون أن يفعِّلوها من قبل. أداة كان من أوائل مؤسسيها، بعد تدشينها كفرع مستقل، الأميركيان إدوارد بوكي ومارك سوليفان، اللذان استقصيا في الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة وتباع دون استشارة الطبيب، في نيويورك عام 1904. مع ذلك، علّق الروائي والصحفي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز على هذا التخصص بأن "الاستقصاء ليس فرعا من الصحافة، بل إن كل صحافة يجب أن تكون استقصائية بالتعريف". تعريف ماركيز الملفت والبليغ يتجذر في جوهر الصحافة، إلا أن الصحافة الاستقصائية بالفعل صارت فرعا وتخصصا يختلف عن الأنواع الأخرى. فكل صحافة بالفعل تحتاج إلى تقصٍّ، غير أن الاستقصاء يختلف في تقنياته وأهدافه وموضوعاته عن الخبر والمقال والحوار، وإن كان ينطلق منها وبناء عليها. تنوعت تعريفات هذا النوع من الصحافة وإن تشابه الجوهر، فالصحافة الاستقصائية هي هذه المادة الصحفية القائمة على أسس منهجية يستخدمها الصحفي للحصول على المعلومات. كما أنها العلاقات المحددة بين الصحفي والمصدر، وأيضا البحث عن أهداف محددة تتصل بالنقد الاجتماعي، إذ إن أحد أدوار الصحافة الأساسية في الدول الديمقراطية هي كشف العوار المجتمعي ومراقبة السلطة، ويتحقق ذلك كلما تمتعت وسيلة الإعلام بقدر كبير من الحرية.

فكرة

الجملة التسويقية التي صنعت الملايين:

تذوب في الفم لا اليد

قراءة هذا المقال